حسين خوجلي يعلن اغلاق قناة امدرمان الفضائية

اعلن حسين خوجلي مالك قناة امدرمان الفضائية عن توقفها من البث الفضائي في الثلاثين من مارس الجاري. وعدد خوجلي في مقال له الاسباب التي دفعته للقرار .. وفيما يلي يورد (اوبن سودان) نص المقال :

ألوان والمساء وقناة امدرمان.. مرافعة ام إذن بالانصراف؟

ظللت لنهارات مضنية وليال مجهدة وأنا أغالب نفسي أن اكتب هذه الاسطر الحزينة على نفسي وعلى أنفس الكثيرين من الاصحاب والاحباب والخصوم النبلاء الذين صاحبوا تجربتي الاعلامية المقروءة في صحيفة الوان والمسموعة في إذاعة المساء والمشاهدة في فضائية أم درمان.
ولكن يظل علم الحساب بجمعه للمطلوب وطرحه للمأمول وقسمته للمرغوب عصيا على أي تجاوز او تاجيل فمنذ عام مضى إستطاع خصومنا وبأدوات غير شريفة لا يقرها دين ولا خلق ولا وطنية يمارسون أبشع انواع التعدي ضد مؤسساتنا إبتدروها بحملة إغتيال أدبي إستعملوا فيها كل أسلحتهم الصدئة بالداخل والخارج عبر الوستئط ووسائل التواصل الاجتماعي وعندما لم تجد فتيلا إستخدموا مؤسسات المكوس والضرائب والجزاءات المالية الحكومية لينالوا منا جنائيا ولكنا وبعون الله وحمده صمدنا واتقاء لمؤامرتهم سيلّنا حتى السيارة الخاصة، وبدأوا في حملة مقاطعة لكل أنواع الرعاية والإعلان الحكومي وشبه الحكومي، بل أنهم إنحدروا لدرجة أنهم وصلوا كل المؤسسات الخاصة والمصانع ورجال الأعمال مستخدمين فرض( الخوة والتهديد والبلطجة ) لكل من يتعامل مع منظومتنا الإعلامية.
وفي تحرك نوعي بائس إستخدموا الاجراءات القانونية بحجة زائفة بأننا نتلقى إعلانات حكومية فكانت التهمة مثار سخرية القانونيين والإعلاميين والشارع العام وقاموا بتجميد حساب المجموعة الإعلامية بدون وجه حق، بل اسرفوا في الخصومة بأن منعوني من السفر للعلاج رغم تحذير الطبيب المعالج بأسبانيا من أن أية تاخير للجراحة اكثر من هذا يمكن ان يؤدي إلى ذهاب البصر تماما. ولتجويد وتجديد المظالم قاموا بمنع إبننا المهندس من السفر للإلتحاق بوظيفته بالا مارات بحجة واهية بأنهم يريدونه شاهدا، مع أنه ليس له أي علاقة بالإعلام سوى دور والده، وقد فقد للأسف الوظيفة والاقامة ولكنه لم يفقد اليقين والمستقبل والقضية فهو حفيد الشهيد الشريف احمد ود طه وعمه الشهيد عبد الاله ( صنديد دار الهاتف).
ولأنكم تعلمون ان مثل هذه المؤسسات الإعلامية لاتعيش إلا في ظل حرية ولو نسبية وتفهم عقلاني وإقتصاديات مفاضة تفي بمصروفتها الجامحة، فإننا وجدنا أنفسنا بعد عام من المثابرة والمصابرة والمغالبة والمجالدة عاجزين عن الايفاء بفاتورة البث عبر الاقمار الاصطناعية (الدولارية الباهظة) في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الدولار وعاجزون أيضا عن الايفاء بإلتزامات الانفاق اليومي المتكاثف لفاتورة الإنتاج وأجور العاملين والضرائب والعوائد وصيانة الاجهزة وخدمات الانترنت. أما الانفاق الشخصي والعائلي فهذا هم قديم إعتدنا عليه وعلى مغالبته بالصبر وحسن الامل وحتى منتهاه (كفن من طرف السوق وشبر في المقابر).
ويكفي مجموعتنا الإعلامية فخرا انها ومنذ اتقاد جزوتها منذ منتصف الثمانينات وإلى اليوم لم تكسر قلما ولم تحجب صوتا ولم تغيب وجها لصديق او عدو ولمقارب أو مغالب، بل أننا وبكل الفخر والخلق الإعلامي الرصين قدمنا كل هذه الوجوه المعارضة قديما والحاكمة آنيا عبر وسائطنا أدعوا فيها كل البطولات التي أهلتهم لتقدم الصفوف وعجزوا ألان تماما عن إحتمال أي صوت آخر أو حتى نبرة معارضة عبر أجهزتهم السلطوية الهباء . ولأننا تعودنا بمنهجنا المهني الواثق واحترامنا الصارم لرسالتنا الاعلامية ألا نمد يدنا لسفارة أو لدولة أونظام أو منظمة او مستبد، فقد إخترنا إذن الإنصرف بشرف وشجاعة دون أن نبيع عقيدتنا ومكارم شعبنا وشرف مهنتنا في سوق النخاسة والعمالة الاقليمية و العالمية التي في زمان المذلة والمهانة اشترت كل شيئ في بلادنا حتى الماء والهواء.
وسيكون اليوم الثلاثين من مارس الجاري هوآخر يوم بث عبر القمر الإصطناعي لقناة أم درمان الفضائية ولكننا سنستمر في البث المباشر لقناة أم درمان الفضائية عبراليوتيوب، كما ستظل إذاعة المساء ماضية في إيصال رسالتها عبر البث المباشر في الموجة 101 اف ام .
واخيرا شكرا نبيلا وجزيلا لكل المبدعين الذين حملوا هذا المشوار الطويل بأفكارهم النيرة وابداعهم الاصيل وآرائهم الوضيئة فصارت عبر التوثيق في عقل وقلب ويد الشعب مشاعل.
شكرنا لكل العاملين من كتاب ومعدين ومذيعين وصحفيين وفنيين وقراء ومستمعين ومشاهدين من الذين أزهروا عندنا وعند الآخرين خلقا ومقدرة وإضافة .
وشكرا لعشرات الملايين في داخل وخارج السودان الذين أمدونا بهذا الافق الرحيب من الحب والإعزاز والتقدير و التوقير.
وسيبقى شعار دعوة الحق والخير والجمال خالدا وحارا أبدا في قلوب الرجال والنساء، وسنحمل إبداع الالوان أبدا وعداً باشرعة المساء، وسوف نلتقي قريبا حينما تكون مساحة الوطن مفتوحة على كل الافئدة والاصعدة، وسنأتي حين نسقط قريبا مجتمع الكراهية ونسعد هذه الارض الطيبة بواقع شفيف ضد الراهن المخيف. وسيظل نشاطنا الصحفي اليومي من خلال موقع الوان ديلي، ويسمق رأينا عبر (ولألوان كلمة) التي نعد شعبنا بأنها ستملأ الدنيا وتشغل الناس، وغدا ستطل بشارة هذا الغد المأمول صبحاً، الا ان الصبح لقريب.
حسين خوجلي