سرطان العنصرية المتجذر في المجتمع.. السودان نموذجًا

سرطان العنصرية المتجذر في المجتمع.. السودان نموذجًا

بقلم: وجدان اسماعيل الازهري بابكر

افصح عن حديثي بما جاء في العنوان بدايةً واحتكامًأ بايات الله وما جاء في محكم تنزيله (وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )

 

العنصريه في اي بلد توجد ويوجد التميز والسبب ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ للغالبية ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ . ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ‏( ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺿﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻮﻉ ‏( ﺍﻟﺠﻨﺪﺭ ‏) ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ…ﺇﻟﺦ

 

ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻭﺗﻌﺰﺯ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‏( ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ) ‏ﻭﻳﺤﺮﻡ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻪ ﻭﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺎﺩﺭ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ’ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻤّﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﺮﺑﺎ ﻻ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ ﻛﻠﻤﺔ “ ﻋﺒﻴﺪ ” ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ اكثر سخريه ﻭﺍﻟﺘَّﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻮﺭّﺛﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ، ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ، ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴّﻜﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻬﺎ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺭﻓﻊ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜّﻢ ﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﻭﻛﻴﻨﻮﻧﺘﻬﻢ ﻭﺳﻠﺐ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻬﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻖ ﺃﻭ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺿﺢٍ .

 

ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳّﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺗﻌﺪُّ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ، ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻓﺘﻜﺎً ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻞُ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻋﺒﻴﺪﺍً ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ربما لاﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻮﻥ

 

ﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ، ﻭﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻐﻠﻮﻁ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺃﺑﺪﺍً؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪّﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺭُﺳﻠﻪ ﻭﺳﻦّ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻔﺮّﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻬﻢ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔٌ ﻻ ﻳُﻔﺮّﻗﻬﻢ ﻟﻮﻥ ﺃﻭ ﺩﻳﻦ، ﻭﻻ ﺗﻤﺎﻳﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻓﺎﻟﺨُﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻮﻳّﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺃﻓﻀﻞ

 

ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻳﺮﺗﻘﻲ ﺑﻔﻜﺮﻩ، ﻟﻴﺆﺳﺲ ﻗﺎﻋﺪﺓً ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺗﻨﻬﺾ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲّ ﻟﻴﻨﺸﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ، ﻣﺘﻨﻬﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ أعجمي الا بالتقوي

 

“ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ” ﺳﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺨﺴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ، ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻭﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻧﺤﺘﺮﻡ ﻛﻞ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﻧﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺗﻨﻮﻳﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ