اطرشني .. العذر الاقبح من الذنب (العذر ما بين الرفض و القبول)
بقلم: حسام الدين كرنديس
عرف المجتمع السوداني بأنه مجتمع مترابط ومحافظ على عاداته وتقاليده التي توارثتها الأجيال وهي قيم تربوية من تعاليم الدين الإسلامي من الصيام وعادات شهر رمضان وطقوسها التي أصبحت عادات أكثر من عبادات، إفطار رمضان في الشوارع مثال للترابط حتى المعذورين عن الصيام لا بد من الإفطار في الشارع مع الصائمين، كذلك الأضحية وشروطها المعروفة في الدين الإسلامي، لكن في السودان لابد كل بيت أو أسرة تغتني كبشا، وتؤدي سنة الهدي حتى لو لم تستطع وتتسلف مبلغ الهدي، هذه الفرائض والسنن طقوس دينية أصبحت عادات أكثر من أنها واجبات، صلة الرحم إحدى أهم الواجبات التي أوصانا بها سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، في مجتمعنا أصبحت هي أكبر هموم الناس في الأفراح والأتراح، ترابط مجتمعنا وصل مراحل بعيدة جدا، وتعدى الحدود لدرجة تكاد تفقد معناه الحقيقي، ممكن تصل أرحامك أو حتى جيرانك، لكن الإسلام وضع لها شروط، في مجتمعنا عليك بصلة رحمك ومساندة جارك وأصدقائك وزملائك و (أقارب زملاء جيرانك) و (نسابة أقارب جيران زملائك)!!! وإن لم تذهب لهم وتجاملهم فانك ملاااااام بمعنى أنك سوف تدخل قائمة (البلاك لست) أو القائمة السوداء ولتفادي شخصك من دخول هذه القائمة التي غالبا ما تعرضك لعقوبات اقلها السلام المسيخ أو الباهت (السلام بطرف الأنامل) دون رد من الطرف الآخر واحتمال إضافة همهمات تؤكد عدم رضائهم عنك، بعيدا عن تهميشك وتكشير وجوههم وغمز ورفع الحاجب أو الرد بالإجابات المغلقة، وتكون الإجابة ب (لا أو نعم ) وتكون هذه ردود الفعل عند النساء غالبا، واللائي لا يفوتن أي تقصير منك تجاه مناسباتهن مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
في الأحزان أو الأتراح لغة اللوم والعتاب تكون أكبر وأشد وأعنف عند النساء، وتكون أكثر شراسة عند النساء فيما بينهم، حيث تتغير فيها كل معالم الجذب السياحي، وتتبدل الخطوط الجغرافية للوجه وتظهر كل التجاعيد، وتتحول المرأة من كائن لطيف إلى وحش بري مخيف.
يطرشني هي الحل، يطرشني عبارة عن مصطلح اعتذار يستخدمه النساء لإبعادهم من اللوم وتأشيرة دخول جديدة وتعبير عن عدم وصول خبر العزاء أو الوفاة لأذني، أو حتى المرض، (يطرشني) في معنى أدق اختصار لجملة (والله ما سمعت خبر العزاء ربنا يطرشني لو سمعت، وما جيت) أو عبارات تؤكد قوة علاقتي بكم، وفي بعض الأحيان تصل حد المبالغة وهي أيضا وسيلة لقبول العذر أو جبر الخواطر، وتخفف عدم وصولي ووجودي لمساندتك في الوقت المناسب،
مجموعات (اطرشني) مجموعة من النساء تربطهم علاقة (قرابة، صداقة، جيرة… الخ) تقوم بأداء واجب العزاء أو زيارة مريض، لكن تكون فاعليتها في العزاء (بيت البكاء) حيث تقوم كل واحد من أفراد المجموعة بتقديم واجب العزاء بطريقتها الخاصة لذوي الميت، وتذكر الصفات التي كانت تميز المرحوم حتى لو كانت لا تعرفه معرفة شخصية وتقديم سبب مقنع لتأخرها وطرح الأعذار ووصولها بعد رفع فراش العزاء، وعلى كل واحدة منهن ان تثبت ذلك، بعد رفع الفراش يجتمعن أقارب المرحوم وتذكر كل من قمن بواجب العزاء متأخرات وطرح اعذارهن على باقي أفراد العائلة، وهل هذه أو مرة تتأخر (س) عن القيام بالواجب أم تكررت هذه العملية، أيضا على أهل المرحوم من النساء تقييم أداء المعزيات، حسب المقولة المعروفة (البكاء لحولو بجيب زولو) يكون العزاء عند النساء مفتوحاً لفترة طويلة؛ مما يرهق أهل الميت ولا يترك لهم وقتاً للراحة، يصر النساء على تقديم واجب العزاء في أوقات حرجة وصعبة خصوصا مع اقتراب موعد مناسبة تهم الطرفين (أهل المرحوم والمعزي) خوفا من اللوم والعتاب.
الأعذار التي تقدم في العزاءات أشكال وألوان بعضها لا يشفع لمقدمها باجتياز عقبة اللوم، وتظهر تقصيره و (كذبه) حتى هو نفسه لا يصدقها، أما بعضهم يطرح عذرا بسيناريو لدرجة ترقق قلب ذوي المرحوم وذرف الدموع؛ مما يجعلهم يضعون مبررات للومهم وتمجيد العلاقة بينكم.
يطرشني هي الحل، يطرشني عبارة عن مصطلح اعتذار يستخدمه النساء لإبعادهم من اللوم وتأشيرة دخول جديدة وتعبير عن عدم وصول خبر العزاء أو الوفاة لأذني، أو حتى المرض، (يطرشني) في معنى أدق اختصار لجملة (والله ما سمعت خبر العزاء ربنا يطرشني لو سمعت، وما جيت) أو عبارات تؤكد قوة علاقتي بكم، وفي بعض الأحيان تصل حد المبالغة وهي أيضا وسيلة لقبول العذر أو جبر الخواطر، وتخفف عدم وصولي ووجودي لمساندتك في الوقت المناسب،
مجموعات (اطرشني) مجموعة من النساء تربطهم علاقة (قرابة، صداقة، جيرة… الخ) تقوم بأداء واجب العزاء أو زيارة مريض، لكن تكون فاعليتها في العزاء (بيت البكاء) حيث تقوم كل واحد من أفراد المجموعة بتقديم واجب العزاء بطريقتها الخاصة لذوي الميت، وتذكر الصفات التي كانت تميز المرحوم حتى لو كانت لا تعرفه معرفة شخصية وتقديم سبب مقنع لتأخرها وطرح الأعذار ووصولها بعد رفع فراش العزاء، وعلى كل واحدة منهن ان تثبت ذلك، بعد رفع الفراش يجتمعن أقارب المرحوم وتذكر كل من قمن بواجب العزاء متأخرات وطرح اعذارهن على باقي أفراد العائلة، وهل هذه أو مرة تتأخر (س) عن القيام بالواجب أم تكررت هذه العملية، أيضا على أهل المرحوم من النساء تقييم أداء المعزيات، حسب المقولة المعروفة (البكاء لحولو بجيب زولو) يكون العزاء عند النساء مفتوحاً لفترة طويلة؛ مما يرهق أهل الميت ولا يترك لهم وقتاً للراحة، يصر النساء على تقديم واجب العزاء في أوقات حرجة وصعبة خصوصا مع اقتراب موعد مناسبة تهم الطرفين (أهل المرحوم والمعزي) خوفا من اللوم والعتاب.
الأعذار التي تقدم في العزاءات أشكال وألوان بعضها لا يشفع لمقدمها باجتياز عقبة اللوم، وتظهر تقصيره و (كذبه) حتى هو نفسه لا يصدقها، أما بعضهم يطرح عذرا بسيناريو لدرجة ترقق قلب ذوي المرحوم وذرف الدموع؛ مما يجعلهم يضعون مبررات للومهم وتمجيد العلاقة بينكم.