سلسلة حكايات والدي | القصة الأولى
د. جيهان الياس
“حكايات والدي” هي عنوان لكتاب أعده الدكتور جاسم خليل ميرزا يروي فيه أحسن القصص عن والده حفظه الله، فهو رجل حكيم فلسفته في الحياة (أعمل كل شيء لوجه الله تعالى)، ومن أولوياته تنظيم إدارة الوقت وأداء الصلوات في أوقاتها والصدق والأمانة في التعامل مع الناس، والحرص على صلة الأرحام ومراعاة مشاعر الآخرين.
القصة الأولى
أولى القصص التي تم سردها في هذا الكتاب هي قصة (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتقول القصة إن هناك زوجة صالحة مؤمنة تردد دائما (بسم الله الرحمن الرحيم) عند كل عمل تهم به، وهذا الأمر كان مزعجا لدى زوجها من كثرة ترديدها لهذه الجملة، ورأى فيها مبالغة كبيرة لا داعي، وقرر في نفسه أن يدبر لها مكيدة ليلقنها درسا لن تنساه، وذات يوم جاء ببعض الليرات الذهبية، وقال لزوجته دعيه عندك أمانة، حتى أطلبه منك قالت الزوجة (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم أخذت الذهب، ووضعته في مكان آمن، وبعد يومين قام الزوج بسرقة الذهب الذي أودعه عند زوجته، ثم ذهب إلى البحر، وقام برميه فيه، ثم عاد إلى المنزل كأن شيئاً لم يكن، وفي اليوم التالي ذهب الزوج كعادته إلى السوق، وأحضر سمكاً وخضروات وفواكه وبعض المستلزمات المنزلية، وطلب من زوجته أن تقوم بطبخ السمك بالطريقة التي يشتهيها، قالت الزوجة (بسم الله الرحمن الرحيم) وأخذت الأغراض من يد زوجها، وذهبت إلى المطبخ، ثم بدأت في إعداد الطعام، وبعد أن تناول الزوج، وجبته الشهية بدأ يفكر كيف سيوقع زوجته في موقف محرج بأنها ضيعت الأمانة، وفي المساء جلس الرجل مع زوجته، وقال لها أعطيني أمانة الذهب التي تركتها عندك فلي بها عمل، قامت الزوجة وقالت (بسم الله الرحيم) ثم ذهبت إلى الداخل، وأتت إليه بالذهب الذي أودعه لديها، تفاجأ الرجل، وذُهل مما جرى ولم يعرف كيف يسأل زوجته عما جرى، فقد قام برميه في البحر. هذه هي قصة بسم الله الرحمن الرحيم التي تحمل الكثير من الدروس والعبر، احرصوا عليها جميعكم، فبسم الله نبدأ وبسم الله ننتهي وباسمه يتم كل شيء. وفي القصة أيضاً معاني تحكي عظمة البسملة.