١٥ يوليه 2023.. تاريخ ومواقف

بقلم: د. خالد المبارك

اليوم ١٥ يوليه تكمل حرب نكبة السودان ثلاثة أشهر. قيل لنا انها ستنتهي خلال ثلاثة ايام فطال انتظارنا. دمرت الحرب المنشات والمصانع والاسواق وقتلت آلاف المدنيين العزل وشردت ملايين داخل وخارج الوطن. الهدف المنشود عند الطرفين العسكريين هو النصر التام والسيطرة بصرف النظر عن الاثار الكارثية للقتال.
ولم يلتزما بها بل إن انتهاكات حقوق الانسان السوداني تضاعفت وانتقلت من العاصمة لدارفور حيث وجدت مقبرة جماعية للعشرات من المساليت وحيث نشرت تقارير عن عرض فتيات اخذن قسرا من الخرطوم في سوق رقيق
. يستمر قصف الأحياء السكنية علي رؤوس المواطنين كما حدث في الكلاكلة وبيت المال.
شهدنا مؤتمرين الاول باديس ابابا تحت مظلة الايغاد لم تكن فرص نجاحه رفيعة لان الاتحاد الافريقي علق عضوية السودان جراء انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١. لكن اللقاء شهد مشاركة المدنيين من معارضي الحرب. اما المؤتمر الثاني فقد عقد بالقاهرة بدعوة مصرية لجيران السودان. تمخض عن مناشدة ولجنة رباعية ستزور السودان.
في الصورة الان مدعي المحكمة الجنائية الدولية الذي فتح تحقيقا اضافيا في انتهاكات حقوق الانسان وقال ان الحرب توسعت ولم تعد عاصمية. اي ان النصر في العاصمة لن يعني استتباب السلام. الجديد ايضا هو عقوبات بريطانية تضاف للامريكية مستهدفة شركات تتعامل مع الجيش والدعم السريع.
في هذه الاثناء نستمر داخل الوطن مشاهدين للدخان ومستمعين للفرقعات -ليل نهار-. تضاعفت الاسعار واوصدت الصيدليات والمستشفيات ابوابها ثم اخبرنا وزير المالية بأن الدولة عاجزة عن دفع الرواتب بسبب الحرب. لم يقل بالطبع ان العجز لا يشمل الحركات المسلحة ولا المتقاتلين.
صفوة القول ان النكبة مستمرة ولن تتوقف الا اذا تصاعد صوت المدنيين ضحايا الحرب بالتنسيق مع المبادرات الاقليمية والدولية.
كان يوم امس ذكرى الثورة الفرنسية. ينبؤنا تاريخها بأن الثورات قد تنتكس لكنها في نهاية المطاف ستنتصر. سيكون هذا هو حال ثورة ديسمبر عندنا، رغم النكبة.