قطع الإنترنت في السودان: حقوق الإنسان المنتهكة وتداعيات الأزمة الإنسانية
قطع الإنترنت في السودان: حقوق الإنسان المنتهكة وتداعيات الأزمة الإنسانية
بقلم: رانيا هارون محمد
شهد السودان في الأيام الماضية قطعا كليا للإنترنت بشبكتي “سوداني” و”MTN” وقطعا جزئيا لشبكة “زين” من قبل قوات الدعم السريع.
تاريخيا شهد السودان عدة حالات قطع لخدمات الإنترنت سواء بشكل كلي أو جزئي ويعتبر هذا الأمر وسيلة متبعة يتم من خلالها انتهاك حقوق الناس في التعبير والتواصل.
يأتي القطع للإنترنت هذه المرة في ظروف إنسانية معقدة يمر بها المواطن، خاصة في مناطق النزاع، حيث يشكل الإنترنت أكثر من وسيلة تواصل.
وبالنسبة لنا كعاملين في مجال العمل الطوعي والإنساني في السودان، ظللنا في الآونة الأخيرة ومنذ اندلاع الحرب في السودان نعتمد بشكل كبير على الإنترنت حيث نقوم بالتحويلات البنكية عبر التطبيقات لدعم الأسر داخل مناطق النزاع حيث يتعذر الوصول المباشر، ويعد هذا الأمر هو المنفذ الوحيد لإيصال المعونات الغذائية أو لنقوم بالتنسيق لإعداد الوجبات الجماعية وللحصول على مستلزمات الحياة الطارئة واليومية.
بقطع الإنترنت انقطعت الوسيلة الأخيرة التي تبقي هؤلاء الأسر على قيد الحياة، فهم بين نيران الحرب وويلاتها، اضيفت لهم كارثة الجوع الذي يهددهم. هذه الجريمة تضاف إلى سجل الخروقات الإنسانية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب.
بحسب الأمم المتحدة فقد نزح حتى الآن نحو 8 ملايين وقتل قرابة 13 ألفا منذ اندلاع الحرب، وظل المجتمع الدولي يقلل من شأن الكارثة الإنسانية التي تحدث في السودان. على العالم أن يعمل بجد من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه.