الأضرار النفسية للنازحين واللاجئين من مناطق الحرب وطرق معالجتها
بقلم – حسام الدين كرنديس
يعاني السودانيون لأكثر من عام ونصف العام من مآلات ويلات الحرب الناشبة بين القوات المسلحة السودانية وقوات مليشيا الدعم السريع التي شردت السكان من منازلهم ووقف أعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية، منهم من نزح إلى مدن وقرى آمنة، ومن لجأ إلى دول الجوار.
بعضهم استأجر منازل والبعض الآخر استقر بمراكز إيواء لا تتوفر بها أدنى مقومات الحياة، توقف العام الدراسي، وازدحمت المرافق الصحية التي تفقر لأغلب الخدمات ونقص الكوادر الطبية وانعدام العقاقير الطبية.
النزوح واللجوء بسبب الحروب تترك آثارا نفسية عميقة على الأفراد. النازحون واللاجئون يواجهون صدمات متعددة تشمل فقدان الأهل والأصدقاء، وتدمير المنازل، والاضطرار إلى العيش في بيئات غير مألوفة أو غير آمنة. هذه التجارب قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، والاكتئاب.
العديد من النازحين واللاجئين يشعرون بالعزلة واليأس بسبب فقدان الاستقرار والروتين اليومي، مما يعقد جهودهم للتكيف مع حياتهم الجديدة.
الأطفال والمراهقون يتأثرون بشكل خاص ، حيث تتأثر تعليمهم ونموهم النفسي والاجتماعي بشكل كبير .
البرامج الداعمة مثل الدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير الفرص التعليمية والمهنية، يمكن أن تساعد على التخفيف من هذه الآثار وتعزيز التكيف والصمود.
توفر بيئة آمنة ومستقرة وداعمة يعد أمرا حيويا لتمكين النازحين واللاجئين من بناء حياة جديدة والتعافي من آثار الصدمات النفسية.
اضطراب ما بعد الصدمة: الشعور المستمر بالخوف والقلق، واستعادة الذكريات المؤلمة للحرب.
* الاكتئاب: فقدان الأمل والشعور بالحزن المستمر، وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار.
* القلق: الشعور المستمر بالتوتر والقلق بشأن المستقبل والأمان. * الشعور بالذنب: الإحساس بالذنب لبقائهم على قيد الحياة، بينما فقد آخرون حياتهم.
* فقدان الهوية: الشعور بالغربة والانعزال عن المجتمع الأصلي والبيئة الجديدة.
* صعوبة التكيف: التحديات التي تواجههم في التكيف مع الحياة الجديدة، بما في ذلك اللغة والثقافة والعادات المختلفة.
* مشاكل في العلاقات الاجتماعية: صعوبة في بناء علاقات جديدة أو الحفاظ على العلاقات الأسرية والاجتماعية القائمة.
* القلق على العائلة: الشعور بالقلق المستمر على أفراد العائلة الذين قد يكونون لا يزالون في مناطق الحرب.
هذه الأضرار النفسية تتطلب دعماً نفسياً واجتماعياً مكثفا لمساعدة النازحين واللاجئين في التغلب عليها والتكيف مع ظروف حياتهم الجديدة.
معالجة الأضرار النفسية التي يعاني منها النازحون واللاجئون من مناطق الحرب تتطلب مجموعة من التدخلات تشمل:
* الدعم النفسي الاجتماعي:
– جلسات العلاج النفسي: سواء كانت فردية أو جماعية، للمساعدة على التعامل مع الصدمات النفسية والمشاعر السلبية.
– الدعم الاجتماعي: إنشاء مجموعات دعم من النازحين واللاجئين أنفسهم لمشاركة تجاربهم وتقديم الدعم المتبادل.
* التعليم والتدريب:
– التعليم: توفير فرص التعليم للأطفال والشباب لتعويض ما فاتهم بسبب النزوح.
– التدريب المهني: توفير برامج تدريبية للبالغين لمساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة تساعدهم على الاندماج في سوق العمل
* الرعاية الصحية:
– الرعاية النفسية: توفير خدمات الصحة النفسية، بما في ذلك الأدوية إذا لزم الأمر.
– الرعاية الطبية العامة: تأمين الاحتياجات الصحية الأساسية لمنع تفاقم المشكلات الصحية.
* الدعم المالي والمادي:
– المساعدات المالية: تقديم مساعدات مالية لتخفيف الضغط الاقتصادي.
– المساعدات العينية: توفير المواد الأساسية مثل الغذاء، الملابس، والمأوى.
* إعادة بناء الهوية والانتماء:
– الأنشطة الثقافية: تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية تساعد على الحفاظ على الهوية الثقافية وتخفيف الشعور بالغربة.
– الاندماج المجتمعي: تشجيع التفاعل مع المجتمع المضيف لتعزيز التفاهم والاندماج.
* التوعية والتثقيف:
– التوعية بالصحة النفسية: نشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية وطرق العناية بها.
– التثقيف بشأن الحقوق: تعليم النازحين واللاجئين حقوقهم وكيفية الوصول إلى الخدمات المتاحة.
هذه الجهود تتطلب تعاونا بين الحكومات، المنظمات غير الحكومية، المجتمعات المحلية، والهيئات الدولية لضمان تقديم دعم شامل وفعال للنازحين واللاجئين.