السودان وغانا.. مباراة المحافظة على الحظوظ

بقلم:  النذير السر

أدار المنتخب الوطني مباراته أمام غانا بانضابط تكتكي عالى وحقق المطلوب،بدأ واضحا أن المدرب عمل علي الخروج بنتيجة إيجابية تحافظ على حظوظ المنتخب في التأهل لنهائي الأمم الأفريقية بعد اهداره لفرصة الفوز أمام انغولا بالأخطاء الكارثية للحارس ابوعشرين،وهذا مايفسر الضغط النفسي الكبير الذي ظهر على أغلبية لاعبي المنتخب خصوصا لاعبي خط الوسط الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على خط الدفاع والذي كان اداءه فوق الممتاز عدا بعض الأخطاء التي نتج غالبها من توهان لاعبي الوسط في الثلث الأخير من المباراة، تخلى ابياه هذه المرة عن التفرج على تراجع أداء بعض الاعبين وقام بإجراء تعديلات ساهمت بالخروج بهذه النتيجه الممتازة،فبعد دخول محمد احمد التش توصل المنتخب لهجمتين خطيرتين خلال دقيقة واحدة ،كما أن خروج محمد عبدالرحمن كان في التوقيت السليم حيث لم يكن اليوم في درجة الانفعال الكافي باللقاء وكاد أن يتسبب في كارثة مشابهة لتلك التي أحدثها ابوعشرين في مباراة انغولا ولذا قام كواسي ابياه بسحبه من المباراة بعد ارتكابه لهذا الخطأ مباشرة ،محمد المصطفي أكد اليوم انه قدر الرهان وكأن لتألقه الدور الأكبر في النتيجة عوضا عن حالة الثقة والثبات الانفعالي التى صدرها لخط الدفاع وكافة خطوط الفريق،ابوعاقلة أيضا قام بدروه علي الوجه الاكمل ،ولكن مباراة اليوم ابانت بشكل واضح غياب صانع اللعب الحاذق ،وقد شكل غياب عبدالرؤوف عن اللقاء تباعدا بين خطي الوسط والهجوم،تأخر كواسي في إخراج سيف تيري الذي وجد الفرصة الكافيه والكاملة في غالب المباريات السابقة وتأخر في الدفع باللاعب جون مانو الذي يتميز بالسرعة والمهارة،أيضا شهد اللقاء مشاركة كل من محمد الرشيد وعيد مقدم وهذا بمثابة إعداد متقدم للثاني للذي سيشكل إضافة لكلية المنتخب بعد انسجامهم مع زملائهم واستيعابهم لطريقه ابياه ،خرج المنتخب بنتيجة حافظت على حظوظه في التأهل لنهايات الأمم الأفريقية القادمة ولكن لاتزال هنالك بعض الاشكالات في التفاهم بالمقدمة الهجومية ومن اهم مظاهر مباراة اليوم التمرير والاستلام الخاطئ مايعني فقدان الكرة بسهولة محيرة،علي العموم حقق المنتخب المطلوب أمام منتخب غانا الذي كان هو الآخر مواجه بجملة من الضغوط رسمية وجماهيرية بسبب نتائجه في ذات التصفيات وهو الامر الذي استدعى بسببه غالب نجومه المحترفين للقاء السودان وهذا ماجعل هذه المباراة غاية الصعوبة فنيا وبدنيا وقد تفوق السودان الذي أيضا لعبها من أجل المحافظة على حظوظه في التأهل والذي سيكون صعبا في حال تلقي الهزيمة أمام غانا ، فخرج المنتخب بما أراد عبر جهد تكتكي عالي استنفذ قدرا هائلا من الطاقة الذهنية والبدنية والنفسية وهذا يعد ايضا مكسبا هاما وتغييرا جوهريا وضروريا في ثقافة اللاعب السوداني باعتباره أمر لازما وحتميا نحتاجه في قادم المشاوير القارية والعالمية،